«الخيارات نفدت»، شعار رفعه طلاب جامعة جازان، في رحلتهم نحو استكمال دراستهم الجامعية، بعد اصطدامهم بتعثر مشاريع عدة في الجامعة دون أن تستكمل، ورغم حاجتهم الماسة لها، ما زال أهالي المنطقة يمنون النفس بالانتهاء منها لانتفاع فلذات أكبادهم بخدماتها، في وقت يبدو فيه أنها تبخرت أو ذهبت أدراج الرياح.
وطالب أولياء أمور الطلاب، رئيس جامعة جازان الجديد المكلف الدكتور محمد أبو راسين، بالتحرك للوقوف على المشاريع المتعثرة، وتوفير بيئة جاذبة، حتى لا يصبحوا «طاقات معطلة» في غياب التخطيط، لإنجاز المشاريع، مؤملين أن تحظى بأولوية وباهتمام بالغ لتتماشى مع رؤية 2030 بما يحقق البيئة التعليمية الجاذبة، ومن أبرزها الاستفادة من الميزانيات الضخمة السنوية المخصصة لها، حيث ما زال مشروع المدينة الجامعية في جازان لم يكتمل، كما تعاني عدد من الكليات والإدارات من التعثر، داعين إلى التركيز في مشاريعها وبنيتها التحتية للمدينة الجامعية والمجمعات التعليمية الطرفية، خصوصا ما تحقق وما أنجز منها خلال تلك السنوات بعد انتقال إدارتها الى المدينة الجامعية.
«عكاظ» جالت داخل أروقة الجامعة، ورصدت العديد من المشاريع والمرافق المتوقفة والتي تتمثل في عدم وجود سور يبدأ من شمال البوابة الرئيسية من الجهة الغربية والممتد إلى مسافة طويلة لتستكمل أسوارها المنجزة ولتحقيق مفهوم حماية ممتلكات الجامعة؛ نظراً لوجود العديد من مرتادي الكورنيش الغربي.
ومن اللافت وجود قناة بحرية وبحيرة وكاسرات أمواج أنشئت لتعد رمزية جمالية لدى الجامعة والمنطقة بشكل عام، جرى إغلاق منفذ سيران تغذيتها من مياه البحر. ومن الملاحظ بأن موقع البحيرة تحيط بها عدد من الكليات، وتعد مقصدا للتنزه لطلابها إلا أنها مازالت تفتقد لأدنى أساسيات السلامة، وتعاني من تشوه بصري ما يؤكد عدم استكمال بنيتها التحتية.
كما جرى رصد تعثر في عددٍ من مشاريع المدينة الجامعية القائمة منها مباني كليات الهندسة، الطب والصيدلة، إلى جانب تسليم مبانيها المستأجرة كلياً. ونظراً لذلك لجأت إدارة الجامعة إلى دمج أكثر من كلية وعمادة مساندة في مبنى واحد تجنباً لتعثر العملية التعليمية بها، وكذلك المشروع الآخر لإسكان طلاب الجامعة المتعثر تنفيذه. فضلاً عن عدم وجود مكتبة ومسجد ومسرح يستوعب أعداد الخريجين والخريجات ليكون مرادفاً لمسرح كلية الآداب. إضافة إلى حاجة الجامعة لمطعم مركزي أسوة بباقي الجامعات السعودية.
وفي المقابل لوحظ أيضاً عدم استكمال مشاريع المجمعات التعليمية الطرفية القائمة في محافظتي أبو عريش وصبيا. ووجود مبانٍ تعليمية مازالت مستأجرة في محافظات الدائر، الدرب وجزر فرسان. واللافت أنه بالرغم من اكتمال المبنى الجديد للمجمع التعليمي الجامعي بمحافظة جزر فرسان لم إلا أنه لم يتم نقل الطالبات له، بل جرى الاستغناء عنه وتسليمه لجهة أخرى.
ونظرا لموقع المدينة الجامعية على ساحل البحر وما ينتج عنه من ملوحة الأرض وارتفاع نسبة الرطوبة واللذان يؤثران على عمر مبانيها وجودتها الافتراضية، مما قد يؤدي مستقبلاً إلى تشققات، وتصدعات، وهبوطات تؤثر على جميع مبانيها. الأمر الذي يتطلب توفير صيانة شاملة ذات جودة عالية تتناسب مع ظروف بيئتها.
وثقت عدسة «عكاظ» بدء سقوط «جرنيت» سقف لإحدى الكليات، وجرى إقفال أغلب المداخل والإكتفاء بمداخل معينة تماشياً مع السلامة، وكذلك إزالة المظلات الرئيسية لممشى الطلاب بسبب تهالكها من الصدأ رغم حداثة المدينة الجامعية، الأمر الذي يؤكد أهمية الصيانة المتخصصة لهذه البيئة.